المادة    
إن للتنصير وسائل عدة منها :
  1. توزيع النشرات التبشيرية

    أرسلوا نشرات إلى بعض المدارس المتوسطة، كباراً وصغاراً، وذلك غير ما يتلف في البريد، ولا شك أن في البريد وفي المنافذ أخوة مخلصين، ويتلفون الكثير من ذلك، لكن هذا الذي يتسرب، ومن جملتها: نشرة بعنوان (شهادة القرآن)، وهذه وزعت أيام وجودهم هنا أيام الحرب. ومنها نشرة تقول: في دعايتها للإنجيل: ''إن الإنجيل هو كلمة الله التي لم تتغير -وهذا من الكذب على الله, ثم يقولون:- إن الإنجيل قد ترجم إلى أكثر من ألف وأربع مائة لغة'' . ومن ذلك أنه ترجم داخل اللغة الواحدة إلى عدة لهجات -وقد قرأنا ذلك في درس سابق- ترجم باللهجة المصرية، واللهجة اللبنانية, ولهجة بدوية للبدو، وترجموه إلى جميع اللهجات حتى يقربوه إلى أفهام الناس, ثم يقولون في الدعاية: '' الرب أعطانا كلمته بدون ثمن, ونحن المسيحيين نحب أن نعطيها أصدقاءنا المسلمـين بدون ثمن -ثم يقولون:- وما عليك إلا أن تعبئ البطاقة وتأتيك الأشرطة مجاناً'' لأنهم كما أخذوها بغير ثمن يعطونها بغير ثمن!!
  2. الطعن في الدين واستخدام البث المباشر

    وهكذا فعلوا ويفعلون, وأذكر مثالاً على هذا, وقد أوردناه لكم أبو فيليب هذا عاش هنا وكان من زمرة الخيَّامين, فلما رجع إلى أمريكا كتب.
    يقول: ''أكثر ما آلمني في السعودية أننا نرى ملايين من الناس يذهبون إلى أماكن العبادة يومياً عدة مرات, ولكنهم -للأسف- يعبدون الله على ضلال'' يتحرق قلب أبو فيليب أننا لا نعبد الله كما يعبدونه, ويريد أن نشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا, ويريد أن نجعل له صاحبه ولداً, ونجعل له شريكاً! ويعجب الواحد منا من شدة حرقتهم على ذلك، وهذا الكلام إذا قرأه الإنسان الأمريكي -وهو من أسذج الشعوب- يتأثر كثيراً, وتظل هذه القضية في حسه, ويقول: فعلاً لماذا لا أتبرع؟. ونتيجة ذلك تكون هذه التبرعات مبالغ خيالية, وقد ذكرنا أن مجموع التبرعات -كما نشر ذلك في مصدر تنصيري موثوق- مائة وواحد وخمسون ألف مليون دولار, جمعتها الكنيسة في سنة واحدة، أي ما يعادل ميزانية المملكة عشر سنوات، ولذلك يستفيدون من هذه الأموال فائدة كبيرة جداً.
    ونذكر لكم مثالاً واحداً من أمثلة إفادتهم من هذه الأموال ضد هذه البلاد: عندما بدأ البث المصري يصل إلى جدة أو خطط له لكي يصل إلى جدة, قالوا: لا بد أن نستفيد من هذا البث لإدخال النصرانية إلى جدة وهذا كان قبل البث المباشر.
    فأقاموا شركة تنصيرية في يوليو 1998م كما نشرت جريدة المسلمين بأنه بدأت في القاهرة الخطوة الأولى لمشروع تنصيري مشترك بين الفاتيكان والتلفاز المصري حول إنتاج مسلسل معاني القرآن الكريم، وهذه الفكرة خبيثة بحيث لا يستطيع أحد أن ينكر عليهم ذلك.
    وأيضاً قالوا: هذه البلاد متدينة، وأفضل شيء يجعلها تقبل عليه هو عن القرآن، فعملوا على إنتاج مسلسل معاني القرآن الكريم بالرسوم المتحركة التي تجذب عقول ملايين الأطفال, وتقوم بإنتاجه إحدى شركات النشر الكاثوليكية التي يقوم بالإشراف عليها مجموعة من القساوسة، وتخضع للإشراف المباشر من قبل أضخم مؤسسة تنصيرية في العالم وهي الفاتيكان.
    وعهدت الشركة الكاثوليكية بالأعمال التي تتم في القاهرة لشركة مصرية وضعت تحت تصرفها (21.000.000) دولاراً لإعداد الفيلم.
    وتخيل شركة مصرية تعطى مبدئيا مبلغ واحد وعشرين مليون دولار. ينفقون من سعة هائلة، ولا بد أن يكون مثل هذا العمل مما تتنافس وتتسابق عليه الشركات المصرية لكي تظهره في أروع وأبدع ما يمكن بغض النظر هل هو ضد الدين أو معه، وتعلمون أن تجارة الفنانين هي الدعارة والفساد والانحلال والإلحاد، فكيف إذا جاءت هذه المبالغ الخيالية في عمل مبدئي, وربما إذا انتهى تكون ضعف ذلك المبلغ, وذلك مقابل حلقات تعرض -ستة وعشرين حلقة- فما بالك بالجهود المستمرة للجامعات التي تعد بالمئات والآلاف في إفريقيا وغيرها، وللمراكز التنصيرية التعليمية, وللمستشفيات التي تقطع العالم ذهاباً وإياباً.
  3. التخطيط والكيد لبلاد الإسلام

    عندهم خطة -وهذه البلاد من جملة ما تشمله الخطة- وهي خطة التنصير عام (2000م) نادى بها البابا عندما زار غرب إفريقيا في عام (1412هـ) في شعبان, وأقيم له أكبر قداس في الإستاد الرياضي وهو الملعب الذي أقيمت فيه بطولة إفريقيا, وجاء النصارى وأتباعهم من جميع دول غرب إفريقيا, ونقلت تلك المقابلات بالأقمار الصناعية إلى أنحاء العالم، ليس كشيخ من شيوخ الإسلام لا يدري به أحد, لا في التلفاز ولا في الإذاعة, بل ينقل بالأقمار الصناعية؛ ينقل هذا الكاهن الأكبر للوثنية البوليسية التي تنتسب إلى المسيح وهو بريء منها, وهناك أعلن أنه في عام (2000) ستكون إفريقيا نصرانية، وكذا إندونيسيا وقد لا يتم بالكامل, لكن المقصود أن إندونيسيا تعتبر هدفاً كبيراً لهم, لأن عدد سكانها يقارب المائتين مليون, وكذلك نيجيريا تعتبر هدفاً كبيراً لتنصيرها لأنها أكبر دولة إفريقية، وكذلك أفغانستان وباكستان وبنجلادش كلها لها برامج خاصة للغاية، لأنها تعيش أوضاع حروب, وفتن, وفيضانات, وكوارث, ومآسٍ, فهذه من أسهل ما يمكن أن ينصِّروها، وعندما أتى الداعية الشيخ: أحمد ديدات, رأيت نماذج من الرسائل التي ألفها باكستانيون مرتدون -والعياذ بالله- وعندي نماذج منها وفيها يقول: إنه كان في ظلام, وكان في حيرة, وكان يذهب إلى المسجد فلا يجد الحقيقة، وكان يسأل علمـاء الدين فيتهـربون منه -اختلاقات من عنده- ولما تعرف على دين النصارى, فدخل فيه وآمن اطمأن قلبه, وينشرون هذا بجميع اللغات, ومنها اللغة العربية، وهكذا يريدون أن يزينوا للناس، كذلك في كل البلاد التي لا نستطيع أن نحصرها, والمقصود أن لديهم أعمالاً هائلة, منها ما أشرنا إليه في هذه الإشارات العابرة.
    ونقول: وماذا بعد هذا الطوفان؟ وماذا بعد هذا المد الهائل؟ وماذا بعد هذه الجهود التي نجدها في كل شارع، وفي كل شركة، وفي كل مكان؟!
    وماذا بعد هذا الموج العاتم, وهذا التيار الهائل الذي سينصب علينا من الأقمار الصناعية فيما بعد؟! وما هو موقفنا من ذلك؟ هل سنظل نقول: قاتلهم الله, ولعنهم الله, لقد فعلوا كذا, وعملوا كذا، ونظل نخطب؟! هذا لا يعفينا أمام الله عز وجل, وإن كانت التوعية بهذا في المنابر والخطب مفيدة, وهي ضرورية ومقدمة للعمل, لكن لا نكتفي بالمقدمة, بل لا بد أن نعمل وأن نواجه هذه الجهود بشيء مهما قل، حتى لو تخلت هذه الأمة -ولن تتخلى عن دينها- فلا بد أن يقوم لله تعالى من يقوم بإعلاء كلمة الدين، وأن يعمل أي عمل لمواجهة هؤلاء المجرمين..، ونحن لا نعمل لأنفسنا, بل نعمل لله عز وجل, ولذلك نحن نثق بنصر الله، ولم تنجح جهودهم الهائلة والضخمة, لأنهم يعملون لغير الله، وإلا لو كانوا على الحق, لما بقي على ظهر الأرض أحد إلا دخل دينهم، إذ من الذي يملك هذه الوسائل؟! حتى الطائرات, وكذلك المطارات يملكونها في كثير من بلاد العالم!!